الأحد، 6 يونيو 2021

قصه

 احببتها واحبتني

لم أخبرها ولم تخبر
كان اللقاء بينهم بمثابة بلسم
هو ينتظرها
وهي تنتظره
لايبوحان
فبينهما مسافة
لم تكن العلاقة تتعدي حدود العمل
يتحاكي وتتحاكى
يتحدثان
بينهما رابط اكبر من الكلام
هو يعلم مابداخلها
وهي تعلم مابداخله
قمة الارتقاء ان تكون العلاقة بلا بوح
فلغة المشاعر لها رونقها
هي لاتستطيع ان تبعد عنه
وهو كذلك
العلاقة فكرية
علاقة احتياج
قمة النضوج الفكري ان ترغي مع من تحب بالساعات
هو ليس صغيرا
وكذلك هي
فقد جربا كل متع الحياة
هو لايريد حب
هو يريد احتواء
الحرمان العاطفي الذي نعيشه في عالمنا صنع منا ارض جرداء
لن نقول الحب
ولكن احتواء
المحبة لاتشترى
ولانشتريها ولا نشحتها
ليس كل القريب حبيب
فكم من اخ لم تلده امك
هي شخصية مجتمعية مرموقة يشار اليها بالبنان
وهو كذلك
لسه بيعافر
يجلس معها بالساعات الطوال
يحكي معها تحكي معه
مسكينة المرأة
في مجتمع متخلف
ينظرون اليها كجسد مستباح
وجدت فيه الأمان
ووجد فيها الامل
كلاهما نفس الطريق
هي تريد ان تكون
وهو ايضا
تقابلا
وتعاهدا واتفقت
ان يكونا روح بلا التحام
ليس شرط ان نرتبط جسديا بما نهوى
الارتباط الروحي
الارتباط الملائكي
كم ممن قابلتهم استمروا معك
معدودين
يسقط في زحمة الحياة الكثير
الا المخلصين
من يحبك بلا مصلحة
وبلا هدف
جمعتهما المحبة
والاحتياج
كثيرا نحبهم لانهم اعطونا الحب
لانهم اعطونا الامل
لانهم يسألون علينا بلا مصلحة
الاخلاص المفقود
والعطاء بلا مقابل
كم في حياتك يحبك
يسأل عنك
يقدرك
من اعتاد على العطاء لاينتظر المقابل
من اعتاد على الحب لايعرف الكره
من اعتاد على الامانه لايعرف الخيانه
كثيرا ماتخبره امه انه طيب القلب
تقول له انت اهبل
ولكن لايستطيع ان يتغير
سعادتنا في توزيع مشاعرنا على من يحبونا ومن لايحبونا
لاتفرق الشمس في توصيل دفئها الى من يحبها ومن لايحبها
هو يعيش في بيئة الحب فيها شحيح
هو لايستطيع ان يتغير
العطاء عنده بلا حدود
ربما انجذبت اليه وانجذب اليها لانهم يعانون نفس الداء
العطاء
هي تمتلك قلب
ولكن لم تجد من يبادلها الحب ومن قبل الاحترام
هي جميلة الجميلات
هي بدر منور
الكل ينظر اليها كجسد مستباح
فمذ كانت صغيرة وجمالها الصارخ وقوامها الفج جعلها مطمع
ربما وجد انه لم يهتم بها كجسد
ربما لانه تجاهلها كثيرا
وكيف وهي ست الحسن والجمال
من وجد الصدق في انسان اخلص له
سلم له
المرأة تحتاج الى أمان والى احتواء
كيف اكون بين يديك وانا امتلك العالم
احافظ عليك
احميك احتويك
كانت العلاقة بين البطل والبطلة كعلاقة بين طفل وطفلة
تقول ماكنت لافعل كذا لولا كنت معي
ان تشعر بالامان مع شخص
فقد اجتزت كل اختبار
هو لايحتاجها كجسد
هو يحتاجها كسند
يحافظ عليها
ياخذ مايحتاجه منها بلا بوح
العلاقة سامية
فهو لم يجد مثلها
وكيف وقد انطوى العالم اجمع فيها
مشكلة المعقدين أمثالي اننا لانقتنع بسهولة
ولاتهزنا الإغراءات
ليس لنا نقاط ضعف
نمتلك ولانمتلك
فقد خسرنا كل شيء تقريبا الا كبرياءنا
جنون عظمتنا
مهما كان ضعفنا لا يراه احد
الضعف ممنوع
الانهزام ممنوع
العاطفة منطقة محرمة
لانها تظهر ضعفنا
القلب مقفول
عندما يلتقي يتجرد كلاهما من كبرياءه
فثوب العظمة دائما مرتديه
لانه مقاتل
يقولون يخلق من الشبه أربعين
هي تشبهه في أربعة واربعين
في الفكر
في السلوك
في كل شيء
تقريبا متطابقين
فنقول ان فلان وفلان متطابقين
توأم
او صديق صدوق
هو ينظر اليها بمنظور مختلف
هو وجد فيها كل شيء ينقصه
وهي وجدت فيه كل شيء ينقصها
النجاح
الشهرة
الحلم
الهدف
تطابقت الرؤى فتلاقت الارواح
هو يحبها
بل يعشقها
وهي تحبه
بل تعشقة
ولكن متى البوح
اليوم الجمعة
يوم اللقاء
حياته ملكه
وحياتها ملكها
يوم ينتظره بفارغ الصبر
يوم يلقاها
يوم ينتظره بعد اسبوع طويل من الجد والكد والعمل
احلامهما متطابقة طريقهما تقريبا مرسوم
العلاقة ليست وليدة يوم وليلة
هو اجتاز معها كل الاختبارات
وجدت فيه كل الاشياء
ان تجد كل شيء في شخص
ترى فيه الحب وترى فيه العقل
تراه ابوها وتراه صغيرها
مشكلتنا في البوح
التراكمات والاضطرابات النفسية التي نعيشها خلقت منا شخصيات معقده
فقدنا الثقة في كل الاشياء
ربما الطيبة الذائده
وربما حسن النية الذي طالما قوبل بخيانات من اقرب الأشخاص
قلما نجد من يفهمنا
قلما نجد من يسمع همسنا
قلما نجد الامان مع شخص
هو وهي
الصديق الصدوق
لماذا نهرب
لماذا الهجرة
لاننا نبحث عن اناس صالحين يعبدون الله فنعبد الله معهم
الامان
السلام
ان تحكي بلا خوف
ان تهيم بلا خوف
ان تعرف ان عواطفك ومشاعرك في امان
اعظم خيانه هي خيانة المشاعر
لذلك نخشى البوح
الخوف من تصيد نقاط الضعف
هو اختارها من بين ملايين البشر
وهي اختارته من بين العالمين جميعا
هي اقتنعت به رغم عيوبه
تقبلته بجنون
لانه يفهمها
كثيرا مايصفونه بالجنون
وانها غريب الاطوار
هي مقتنعة بذكاءه
وعبقريته
بالرغم من محاربة الجميع لها
هي لاتهتم
العالم كله تحت رجليها
ولكنها أحبته
رأت فيه صورة لم يراها احد قبلها
هي مقتنعة بان الشخصية المتهورة لو احتضنها واحتويناها لتحولت
على الرغم من غناه الفاحش فهو لم يجد احتواء
اصبح ارعن
لايهتم
المجتمع ينظر وليه على انه غريب الاطوار
وهو لم يهتم
نظرت اليه
احببته
احتجته
هي شخصية مجتمعية مرموقة
لاتبالي
ولاتهتم
فالعالم لايحاسب اولاد الذوات
وهو يمتلك جنون العظمه
لايهتم
تلاقت العظمة مع القوة ومع الجنون
لايستطيع المجتمع ان يمنحها لقب مجنونه
لان تصرفاتها عاقلة
ولكن تخفى بداخلها الكثير
جنون لاتعيشه الا معه
فهو الوحيد الذي فك طلاسمها
وكشف شيفرة شخصيتها
هو اقتنع بجنونه
وهو متصالح مع نفسه
اما هي فلا
لم تجد السعاده الا معه
لم تجد الراحة الا على صدره النخيل
لم يلمسها
ولم تلمسه
ولكنه الاحساس بالاشياء
لم تجد السعادة في المنصب
لم تجد السعاده في الجاه
ولكن وجدته بين ذلك المجنون
وجدت فيه ضالتها
ينادونه مدير اعمالها
هو اكبر
هو الموجه والمتحكم في العقل الباطن
هو لبس ثوب الصديق
والناصح الامين
وجد فيها الشيء الذي لم يجد
الاحتواء
ووجدت فيه الشيء الذي لم تجده
التوجيه
ووجدت فيه الناصح الامين
وجدت قمة قوتها في لحظات ضعفها معه
بعد يوم طويل يلتقيا
تحكي
تبوح
تخلع كل شيء أمامه
كالتي تجلس امام الاب لتعارف بالخطبة ليغفر لها الرب
لايكون ان تكون بتلك الحالة من التجرد الا أمامه
فهي اتخذته كالاه وهي تتعبد في محراب
تأخذ منه القوة
تأخذ منه الحماس
هو لايهتم بنظر المجتمع اليه
لانه تعدى حدود البشر
واقتنع بدور المجنون
يفعل مايشاء وقتما يشاء
انا هي فلا
هما وجهان لعملة واحده
ولكن هو بوجه مفضوح
وهي بوجه يجب ان يحافظ على رونقه المجتمعي
هي لاتستطيع ان تتغير
معالي الوزير او السفيره
وهو معالي الحكيم
كصاحب لحية بيضاء طويله
وشعر اشعث اغبر
ولكن لايرى الأشياء
هو ارتقى في علياءه بحيث لم يعد يهتم
الكل ينظرون اليه من طرف خفي وهو يبالي
اصبح ذلك المجنون والموناليزا الجميله
لايهتم اين ينام
ماذا يأكل
اعتاد على اللامبالاة
--
من اعتاد الخسارة لايهتم بالمكسب
هو تقريبا خسر كل مباركه
خسر من حاربه وحاربهم
خسر كل شيء
الا كبرياءه
لذلك فهو لايهتم
وايضا لم يهتم بها عندما قابلها اول مره
هي شيء مثل كل الأشياء
هي استغربت منه
كل العالم يطلب ودها
وهو عاملها بتعالي
فهو تعافى من جنونه ومن مرضه
وهي مازالت تبحث عن ذاتها
لماذا يتجاهلها ذاك الارعن
---
واثق الخطوة يمشي ملكا
هو تعمق في ذاته حتى عشقها
عشق الوحدة كما الضجيج
عشق حروبه كلها التي خاضها
اصبح متصالح مع نفسه
كثير منا يفقد السلام النفسي
على الرغم اننا نمتلك القوة
نمتلك القدرة
نمتلك النفوذ
ولكن نشعر اننا لانرتقي
او اننا نفتقر الى كثير من الاشياء
هو ثقته في ذاته
في علياءه
في كبرياءه
لم يعد يهتم
فقد جرب كل شيء
وعاش كل شيء
حتى وصل اللى مرحلة اللاشيء
لاشيء يهم
هي ارادت ان تكتشفه
من ذا الذي يراني ولم ينبهر بجمالي
هو لم ينظر إلى جسدها او حالها او مالها
هو اصبح خبير بخبايا النفس
كمعالج نفسي او معالج من الادمان
فلكي تكون معالج من الادمان يجب ان تكون مدمن سابق
تم شفاءك
وكذلك هو
كمريض نفسي
عاش المرض
فاعترف بمرضه
فتم شفاءه
هي لم تعترف لانها لم تعرف حقيقة مرضها
هو عاملها كطفلة
ولذلك امتلكها
لانها وجدت معه كل الحب
وكل الراحة
الراحة التي لم تجدها في مال او جاه او منصب
كثيرا من الاميرات تركن قصورهن كي تعشن مع من يحببن
ولنا في اميرة اليابان نموذج
وكثيرا من الامراء والملوك تركوا مجدهم ليقترنوا مع من احبوا من عامة الشعب
مثل الامير هاري عندما ترك قصر بيكنجهام حتى يعيش في حواري شيكاغوا مع من يحب ومن قبله المرحومة والدته الاميرة ديانا الذي ضحت بكل ماتملك من اجل دودي الفايد
---
المجتمع ينظر للمرأة العاملة انها مكتفيه
تعول نفسها
لاتحتاج الى ظل رجل
من كتر غدر الرجال
هي لم تجد رجل
ولذلك اصبحت حياتها كفاحا لكي تكون امرأة ورجل
تقوم بقوامة نفسها حتى لايتحكم فيها رجل
اصبحت امرأة بمائة رجل
ولذلك العلاقة بينهما ليست علاقة احتياج
علاقة تكامل
هي شخصية ناجحة ومرموقة يشار اليها بالبنان
هي لاتحتاج الى أمواله او الى قوامته
لانها قوية وعبقرية وصنعت لها مكانة مرموقة بين مصاف الرجال والنساء
ماذا فقدت
او ماذا نسيت
هي نسيت او تناست عاطفتها عمدا
تركت قلبها ساكنا
اعفته من وظيفته الطبيعية
فهي تعلم انها في مجتمع لايرحم من له قلب
اصبحت رجل في صورت امرأة
تخلت عن انوثتها وامومتها
تخلت عن وظيفتها الطبيعية لانها لم تجد رجل
عطلت أشياء لأجل اشياء
هي الان تحتاج ان تحب وان تحب
ان تجد من يفهمها
ومن يحتويها ليس كجسد
وليس كمطمع
علاقتها معه دخلت في عامها الخامس
اصبحا صديقين بما يكفي
واصبحا قريبين بما يكفي
هو وهي
اثنان لم يخترقا المحظور
لم يلعبا على الوتر الحساس حفاظا على العلاقة
ولكنها واحد
تشابكت ارواحهما لدرجة أنهما نسيا نوع العلاقة
كل مايعرفه انه يحبها
وكل ماتعرفه انها تحبه
ولكن لايستطيعان البوح
انتهت